مرض «البيوض» يقضي على أجود التمور بواحات درعة وجمعويون يطالبون بمحاربته

تسببه نوع من الفطريات المجهرية تؤدي إلى جفاف النخلة ثم موتها 


هيام بحراوي - المساء 

تمكن مرض «البيوض» الذي يصيب النخيل، من القضاء على أجود الأصناف من التمور بواحات درعة بمدينة ورزازات، بحيث فتك المرض بأصناف كثيرة من التمور كـ«الفكوس وبوسكري والجيهل» وهو ما يعد بحسب جمعويين ناشطين بالمنطقة، علامة «شؤم» دالة على الخطر المحدق بواحات درعة التي تعتبر الأكثر تضررا من اجتياح هذا المرض لمغروساتها، في ظل عدم تمكن الفلاحين الصغار بتنسيق مع الجهات المعنية وعلى رأسها المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي من القضاء على المرض ومحاربته.
وبحسب المصادر ذاتها، فإن هذا المرض الذي استعصى على الباحثين معرفة طرق معالجته والقضاء عليه، تسببه نوع من الفطريات المجهرية، تؤدي إلى جفاف النخلة ثم موتها، مؤكدة أن هذا المرض «الخطير» قضى على أجود التمور بواحات درعة، وأن أغلب الفلاحين يجهلون طرق العناية بما تبقى من النخيل لتفادي إصابته وتعزيز طرق الوقاية منه حتى لا ينتقل المرض المعدي لباقي أشجار النخيل السليمة.
وفي هذا الصدد، فقد أوضح مصدر من الفلاحين لـ«المساء» أنه لمحاربة المرض والحفاظ على جودة الأصناف المتبقية من التمور، يتم توزيع الأغراس المخبرية في إطار برنامج أعدته وزارة الفلاحة، لكن المشكل المطروح في نظره، هو أن مراكز الاستثمار الفلاحي المعنية بالسهر على تطبيق هذا البرنامج تقوم بتوزيع تلك الأغراس على نخبة من الفلاحين وصفهم بـ «الفلاحين المحظوظين» في حين يتم إقصاء صغار الفلاحين من الاستفادة من هذه المغروسات المخبرية التي تحارب المرض وتحافظ على جودة التمور.
وأضاف المتحدث، أن الطريقة التي يتم بها تدبير وتوزيع هذه المغروسات يجب أن يعاد فيها النظر وتعمم الاستفادة منها بشكل عادل بين الفلاحين حتى يتم الوقوف في وجه انتشار المرض والحيلولة دون فتكه بباقي أشجار النخيل، زيادة على تدخل المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بمدينة ورزازات لتأهيل الفلاحين غير المؤهلين جيدا، لمعرفة الكيفية التي يتم بها التعامل مع المرض لمحاولة تطويقه والحد من رقعة انتشاره في الواحات وأيضا لمعرفة الكيفية التي يتم بها تعويض النخيل الميت بنخيل سليم، مؤكدا على ضرورة إعادة إعمار الواحات التي تعد هي العمود الفقري للمنطقة ومصدر رزق للعديد من السكان.
وأضاف المتحدث أنه لإيجاد حل لهذا المشكل الذي يتهدد واحات المغرب يجب القيام بحملات توعوية لاستعمال السماد الطبيعي بدل الأسمدة الصناعية التي اعتبرها هي المسؤولة عن الجفاف وانتشار الأمراض، بسبب احتوائها على مواد تقتل النبات بشكل مخيف.