صاحب مقاولة ينصب على 40 شابا


المساء - عبدالرحيم الشرقاوي 
كشفت وثائق توصلت بها «المساء» عن عملية نصب واحتيال بطلها صاحب مقاولة تعمل في مجال الاتصالات بمدينة تامسنا، راح ضحيتها أربعون شابا، فيما دخل القضاء على الخط بعد أن توصل وكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بتمارة بشكاية في الموضوع، في انتظار اتخاذ الإجراءات القانونية.

وتعود تفاصيل واقعة النصب إلى نحو ثلاثة أشهر حينما أسس المسمى (ز-م) مقاولة باسم «مومني تكنولوجي»، تختص في تحميل بيانات زبناء شركة اتصالات معروفة على أنظمة معلوماتية، على أساس أنها تابعة لتلك الشركة. وبما أن المقاولة كانت في بدايتها فقد طالب (ز-م) الشباب العاملين معه بإحضار حواسيبهم الخاصة إلى حين تجهيز مقر المقاولة بالتجهيزات اللازمة، تقول مصادر الجريدة، مشيرة إلى أن الأربعين شابا عملوا بدون أجر لمدة ثلاثة أشهر، على أساس أن المقاولة في بدايتها ويتوجب قليلا من الصبر، ما فتح مجالا واسع للشك. 

عملية النصب لم تتوقف فقط في عدم دفع أجور العاملين، بل تجاوزتها إلى إغرائهم بعروض «حصرية» من طرف شركة الاتصالات خاصة فقط بالعاملين بالمقاولة، تشمل هواتف ذكية عالية الجودة ولوحات إلكترونية وحواسيب بأثمنة منخفضة لا تتجاوز 1000 درهم، مع إمكانية الاستفادة من العرض مرات متعددة، ما شجع الشباب على الإقبال على هذه العروض واقتناء الأجهزة على أساس أن يتوصلوا بالطلب في الأيام القليلة المقبلة، ومنهم من طالب بالعرض مرات متعددة كل حسب قدرته المالية، دون أن يتوصلوا بأي شيء. وحسب الوثائق المتوفرة للجريدة، فإن الأمر لم يقتصر على ذلك، بل سيلجأ مدير المقاولة إلى إجبار المستخدمين على الاشتراك الهاتفي لمدة سنة مع شركة الاتصالات.  

 ومع تأخر دفع الأجور، زاد شك العاملين، الذين قرروا مواجهة المدير  صباح يوم الاثنين الماضي ودفعه لصرف مستحقاتهم، ما جعله يرضخ لمطلبهم واعدا إياهم بتحويل المستحقات إلى حسابهم البنكي مساء نفس اليوم، على أساس أن يعودوا للعمل بعد الظهيرة. غير أنه بعد عودتهم لمقر المقاولة الكائن بحي هبة بمدينة تامسنا، فوجئوا بغياب مجموعة من حواسيبهم الخاصة وكذلك هاتف من النوع الممتاز إضافة إلى مسح تام  لجميع المعطيات الموجودة على الحواسيب المتبقية، وغياب تام للمدير، قبل أن يتبين فيما بعد أنه فر وأن المقاولة لا أساس لها وما هي إلا ضرب من الخيال، وتم النصب عليهم. 

وفي تصريح لـ»المساء»، قال أحد الشبان ضحايا عملية النصب والاحتيال: «صاحب المقاولة استغل بطالتنا وضعفنا المادي ووعدنا بالعمل بصفة رسمية ودائمة مع شركة الاتصالات، على أساس أن المقاولة تعمل تحت لواء هذه الشركة، ما حتم على كل واحد منا الصبر والصمت على العمل بدون أجر، على الأقل في الأيام الأولى».