خبراء يابانيون يُشَخِّصُون الوضع التعليمي بالمغرب


صالح الخزاعي
في إطار تفعيل مضامين الاتفاقية المصادق عليها، شهر ماي المنصرم، بين الوكالة اليابانية للتعاون الدولي والحكومة المغربية حول مشروع "تطوير التعليم مع الإنصاف والجودة"، نَظَّمَ وَفْدٌ مُشَكَّلٌ من ثلاثة مفتشين تربويين مغاربة وخَبِيرَيْن يابانِيَّيْن رُفقة مُنَسِّقٍ ومُتَرْجِمَة، ثلاثَ زيارات ميدانية لمؤسسات تعليمية تابعة لنيابة الجديدة، هَمَّتِ الوحدة المدرسية "أولاد سي ارغاي" التابعة لمجموعة مدارس بئر الكوارة، والمدرسة الابتدائية "متوح"، والثانوية الإعدادية عبد المالك السعدي.
وحضر الوفد المغربي الياباني حصصا دراسية في مكون الرياضيات والنشاط العلمي بالسلك الابتدائي، وحصة لعلوم الحياة والأرض بالسلك الإعدادي، قدمها أساتذة المؤسسات التعليمية لفائدة تلامذتهم، في الوقت الذي ركز فيه الخبراء اليابانيون على أخذ ملاحظاتهم حول سير الحصة، وكيفية تعامل كل من الأساتذة والتلاميذ مع محتوى الدرس، مع التركيز على جوانب أخرى من العملية التعليمية كردود أفعال التلاميذ، الأخطاء، استعمال الوسائل، التواصل، التجاوب، الأسئلة، تدبير الزمن المدرسي، الأهداف الدراسية، الاستيعاب، التقنيات...
وفتح الخبراء اليابانيون نقاشات مع الأساتذة حول الدروس المقدمة، حاولوا من خلالها ملامسة بعض الجوانب المشار إليها وغير المشار إليها في الدرس، والصعوبات التي تعترض الأساتذة في تعاملهم مع محتويات الدروس وكيفية إيصالها للتلاميذ، كما ركزوا على الجانب البيداغوجي والتقني في التدريس ومدى إمكانية تكييف الدروس والطرائق وفق ما يقتضيه كل مستوى دراسي.
الخبير الياباني ساطوشي كوساكا من الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، وفي تصريحه لهسبريس، أكد أن أنشطة هذا المشروع انطلقت في شهر فبراير من السنة الماضية على شكل زيارات ميدانية وتشخيصية للوضع التعليمي بعدد من المؤسسات الابتدائية والإعدادية، في أفق القيام بدراسة مفصلة للوضعية التعليمية وتحديد مخطط ملائم، سيساهم مستقبلا في تحسين التعليم من ناحية الإنصاف والجودة على عدة مستويات.
أسامة فتيحي، مساعد الخبراء اليابانيين، أوضح في تصريحه لهسبريس، أن المشروع الذي تعمل عليه الوكالة اليابانية للتعاون الدولي يمتد لأربع سنوات انطلاقا من الموسم الدراسي الحالي، ويركز حاليا على الشق التشخيصي للوضعية التعليمية بكل من جهتي دكالة عبدة والشاوية ورديغة كخطوة أولية، في أفق استثمار نتائج العملية التشخيصية في إيجاد حلول لتحسين مستوى التعليم المغربي بمختلف مكوناته.
جدير بالذكر أن لجنة الخبراء اليابانيين، زارت نهاية شهر نونبر المنصرم ولذات الأهداف السالفة الذكر، مجموعة مدارس أولاد غانم والثانوية الإعدادية خالد بن الوليد التابعتين للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بالجديدة، وحضرت حصصا دراسية في الرياضيات والنشاط العلمي بالسلك الابتدائي، وحصصا أخرى في الرياضيات وعلوم الحياة والأرض بالسلك الثانوي الإعدادي.