وحدة تصبير الزيتون بسكورة مشروع واعد يشق طريقه نحو النجاح


سليمان رشيد - ورزازات  
انطلق مؤخرا بمركز سكورة (إقليم ورزازات) العمل بوحدة تصبير الزيتون ’و ذلك بعدما تعذر إطلاقها قبل سنتين لمشاكل تقنية و مالية همت على الخصوص الجانب التسييري منه ’ المشروع يعد ثمرة شراكة فريدة من نوعها ضمت إلى جانب النسيج الجمعوي الهسكوري

عدة شركاء أهمهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و اليونسكو و مديرية محو الأمية و جمعية دعم مبادرات التنمية و المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي بورزازات و جماعة سكورة اهل الوسط ،و ذلك في أعقاب تشخيص واقعي لوضعية مائتان و ستين (260) من النساء القرويات من اللواتي استفدن و تفوقن في برنامج مابعد محو الأمية بالمنطقة و سبل إدماجهن محليا في التنمية الاقتصادية و العملية ’و يهدف هذا المشروع لتمكين هؤلاء النسوة من تجاوز وضعيتهم الاجتماعية الصعبة و تيسير إدماجهن في سوق الشغل ،ما يسمح لهن بتحقيق استقلاليتهن الاقتصادية’ و الاضطلاع بدور فعال في مسلسل التنمية الاقتصادية المحلية بشكل عام وتشجيع الإبداع وتطوير نشاط جديد و مدرة للدخل.

و بانطلاق المشروع تصبح منطقة سكورة أول جماعة ترابية بالإقليم تنجح في إطلاق مشروع نسوي و مدر للدخل من هذا المستوى ’ يزاوج بين الإدماج الاقتصادي للنساء القرويات و التعريف بالمنتوج المحلي (الزيتون) بمختلف أنواعه ، و تسويقه على المستوى الجهوي و الوطني’ كلفة المشروع قاربت 120 مليون سنتيم و بلغت مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بورزازات بها حوالي النصف ’أما مساهمات الشركاء الآخرين فقد تفاوتت بين توفير الوعاء العقاري من طرف المجلس الجماعي و بين تنظيم تكوينات للمستفيدات في مجال التصبير و تقنياته من طرف المكتب الجهوي للاستثمار الفلاحي ’و دورات أخرى لتقوية قدراتهن و تزويدهن بالأدوات والوسائل اللازمة التي تمكنهن من تحسين الإنتاج و بلوغ الأسواق لترويج منتوجاتهن ، وكذا العمل من أجل نيل علامة تجارية للمنتوج و مساهمات تمويلية أخرى.

المنتوج التجريبي لهذه الوحدة يتصف بنوعيته المحلية و البيولوجية المحضة ’بحيث لم يتم استعمال أية مواد حافضة أو صودا في تحضيره و هو ما يؤهله ليحضى بنجاح غير مسبوق بالأسواق المحلية و الوطنية ’و يتوزع منتوج هذه السنة بين عدة أنواع و ألوان كالأسود و الأخضر و الأحمر ..’و بين المنتوجات الخالصة و المنتوجات المنسمة بمستخلصات عطرية و طبيعية ’كما تفننت أيدي هؤلاء النسوة في طرق تهيئه بين استعمال الآلات الحادة و استعمال الأيدي فقط ’مسؤولية تسيير هذه الوحدة تم إسنادها للنسيج الجمعوي الهسكوري و الذي فوضها بدوره للفاعلة الجمعوية السيدة : زبيدة نزيه بمساعدة فريق نسوي ذو تجربة كبيرة ’و هو فريق مقتدر وذوو طموح كبير ينشد تحقيق التنمية الاقتصادية المنشودة و يمتلك من الإمكانات ما يجعل هذا المشروع في المستقبل القريب نموذجا يحتذى به في النجاح و الحكامة .