الدلالة و التنوع الفني الابداعي يغني المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات

بقلم : فدوى بوهو
يعتبر أحواش من أهم الأشكال التعبيرية الفنية التي تعكس نفسية القبيلة و مدى تشبتها بموروثها الثقافي _ الاجتماعي و من جهة أخرى يشكل أحواش وسيلة ترفيهية غير مكلفة.
عند التعمق في أشكال أحواش و ما تحمله من دلالات يتم التعرف على الظروف الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية و كدا مدى التفاعل و الاحتكاك الذي عرفته البطون الممارسة لأحواش عبر التاريخ، كل وفق خصوصياته الجغرافية و الثقافية(أعراف_تقاليد)فكل حركة في أحواش هي وليدة ظاهرة سوسيواقتصادية و سياسية فعلى العموم تبقى جدلية العلاقة ما بين الشكل و المضمون في أحواش قائمة ،ان رقصة أحواش بمختلف أشكالها :الشبه دائري حيث النساء واقفات و الرجال جالسون(احواش ورزازات) أو العمودي حيث الرجال و النساء واقفون(ايمنتانوت_تيسينت_الركبة...)،مع العلم أن ضرب الإيقاع دائما يبقى خاصا بالرجال إن هذه الرقصات توحي إلى الترابط الاجتماعي الحاكم لعلاقة الرجل بالمرأة كونه هو النواة وعليه ترتكز باقي العلاقات (أحواش ورزازات)
 و في البعض الأخر من أحواش يحدث العكس وتكون المرأة هي الموضوع وهي بؤرة التغزل و المدح و التغني بالحب و الجمال،كما نجد نوعا أخر يكون فيه الحضور رجاليا ( افلا ندرا_ اعواد،أكلكال...)و الموضوع فيه الدفاع و الصراع مع الطبيعة و الاحتكاك بالممارسة اليومية (الرعي_الحصاد) 


كل ما ذكر سالفا كان مجسدا في المهرجان الوطني لفنون أحواش بورزازات في نسخته الثالثة ،مايزيد عن 10000 متفرج كان متتبعا لهذه الرقصات المتنوعة من منطقة الى منطقة و من مناسبة الى مناسبة دينية كانت أو وطنية او اجتماعية ، و الغنية من حيث الفن و الابداع حيث الرقص،الشعر، التعبير الجسدي و الموسيقى.

ليست هناك تعليقات :