حمى الانتخابات ...بين إعلام مستقل و صحافة لعق الأحذية (فترة تزاوج بين الإعلام و الأحزاب)


بقلم : يونس حسنائي
مع اقتراب الهوس الانتخابي و ما يصاحبه من موجات تسونامي هستيرية ، حيث يسعى كل حزب في أن يشغل جميع الوسائل و الطاقات من اجل أن يفوز بهذا السباق الذي لا يخدم سوى مصلحة أصحاب الأرصدة ، من المال إلى السلطة إلى الإعلام.

يأتي دور هذا الأخير لكونه ثالوث القوى العالمية و التي لها تأثير مباشر بالمواطن بحيث يمكن أن يبني قصورا من خيال في مخيلة من لا يستطيعون التفكير و التحليل المنطقي .

فالكثير من هؤلاء الإعلاميين من لاعقي الأحذية يبحثون عن المال فقط في مقابل مقالات يطربون بها أذان القارئ ، فيمدحون حزبا و يذمون حزيا أخر ، يبيعون ضمائرهم بابخس الأثمان و تصيبهم حمى الانتخابات ، يخيل إليك و كأنها فترة تزاوج يبحث فيها كل إعلامي عن حزب للتزاوج معه، فيبدأ نقيق الكلمات و أساليب السب و الشتم و النقد الفارغ، بل تتبرأ كل أم مما أنجبت ، كل ذلك في مقابل رضا الحزب عليه.

فبالأمس كانوا أرباب أقلام أو حاملي كاميرات يوهمون القارئ و المشاهد بخدمته و الدفاع عن حقوقه و اليوم تراهم مهرجين في قلعة الظلم يسلون أصحاب الفضل و أولياء النعم عليهم ، أليست قمة الوقاحة و الحقارة و العبث بأحلام هذا المواطن.
فأول ما يجب أن يتحلى به الإعلامي العادل هو المصداقية و المنطق و فوق كل هذا أن يكون له ضمير حي في كل كلمة يكتبها آو صورة يلتقطها.

فسلاح الإعلام اخطر من القنابل و الرصاص فان لم يوجه إلى مكانه الصحيح كان ضحاياه مواطنون أبرياء لا ذنب لهم.

أن تكون إعلاميا يعني انه يجب عليك أن تحاكي الواقع المرير و تتحدث بلسان الشعب فترسم على الجرائد و صفحات الانترنت صورة لمواطن اليوم ألوانها كلمات من الواقع و حبرها دموع و دماء الكادحين و المحرومين و معطلين و فقراء و أطفال ،و شيوخ منتظرين زيارة رسول المنايا ،و مرضى يرمون على عتبة المستشفيات و مدارس ينخرها الدود و طالها الإهمال و التهميش...

فالأحزاب فيما بينها تتصارع من اجل المناصب و تصرف الملايين من اجل هذا المنصب ليس حبا في المواطن و لكن حبا في المال العام و عطايا و خيرات هذه الأرض ، أما مصلحة المواطن التي ملئوا بها برامجهم الوهمية فهي أخر ما يمكن أن ينظروا إليه .

و آنت أيها الإعلامي المتملق فبسعيك من اجل أن تنال رضا حزب انتهازي باستعمال الأكاذيب و الأحلام القرمزية ، فانك تخرق جميع مواثيق العدالة الإنسانية و تساهم في هدم جدار الثقة الذي يجب أن يبني بين المواطن و الدولة، بالإضافة إلى مساهمتك في عملية نصب كبرى تطال جميع فئات الشعب، فلا تفرح و تمرح ببضع دريهمات و كلمات معسولة ، فالزمن قادر على أن يجعلك أضحوكة قارئيك في ما بعد.

ليست هناك تعليقات :