بلاغ بمناسبة إحياء الذكرى تأسيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة


بلاغ بمناسبة إحياء الذكرى تأسيس جمعية الشعلة للتربية والثقافة

17 أبريل 1975 – 17 ابريل 2014
 
39 من النضال الجمعوي خدمة لمشروع مجتمعي ديمقراطي  

 تحتفل جمعية الشعلة للتربية والثقافة بحلول الذكرى التاسعة والثلاثون لتأسيسها، وهي المناسبة التي تجسد مساهمة الجمعية وأعضائها من خلال شبكة فروعها  خدمة قضايا الطفولة والشباب خلال هذه الحقبة الزمنية، بصمود وتحدي لكل العراقيل التي واجهتها في مسيرتها الجمعوية المناضلة، إلى جانب مكونات الحركة الجمعوية الديمقراطية ببلادنا.

إن الاحتفال بهذا المسار الزمني من الممارسة التربوية والثقافية الفاعلة والمستمرة، تجعلنا نستحضر اليوم مسافة من الفعل الغني والمتنوع، لإغناء الساحة الجمعوية عبر مختلف المساهمات والمبادرات الفاعلة والهادفة التي تؤسس للممارسة الديمقراطية، وتساهم في البناء المجتمعي الديمقراطي والتنموي لبلادنا، وتضمن التعدد والاختلاف، وترسخ ثقافة التسامح وقيم الحرية والعدالة الاجتماعية وتنمية روح المواطنة وحقوق الإنسان...

     لعل الحصيلة الإيجابية للجمعية والمكانة التي تحتلها اليوم بين مكونات الحركة الجمعوية الديمقراطية المغربية، خير معبر عن إصرار الشعلة وتمسكها بالبقاء والاستمرارية ضمن المشروع المجتمعي الديمقراطي  لمواجهة الحصار والمعيقات الذاتية والموضوعية، بالمبادرات الفاعلة لتدعيم موقعها. ومن تم موقع الحركة الجمعوية ببلادنا، مرتكزة في ذلك على النضال التطوعي كقيمة مركزية وكهوية للعمل من أجل استقلالية وحصانة العمل الجمعوي التطوعي، وتحصين مكتسبات الشباب والطفولة، وصيانة حقوق هذه الفئة وقضاياها...، وهو ما تعبر عنه وتجسده الشعلة عبر مختلف مناشطها ومساهماتها المتميزة بالملتقيات الوطنية والندوات الكبرى والجامعات الشبابية ومختلف المشاريع الموجهة لفائدة الطفولة والشباب.... مناشط ومبادرات ساهمت الى جانب الحركة الجمعوية بشكل كبير في تطوير خطاب الحركة المدنية الديمقراطية وجعله مواكبا للتحولات التي عرفها ويعرفها المجتمع المغربي. و بالدفاع المستمر عن حق المجتمع المدني في الفعل ومواكبة ومراقبة السياسات العمومية ولعب دوره كاملا  في استقلالية وحرية تامة عن الدولة والأحزاب.

         إن جمعية الشعلة التي ناضلت طيلة هذه الحقبة من الزمن إلى جانب مكونات الحركة الجمعوية المغربية، مستندة في ذلك على القيم النبيلة لتطوير العمل الجمعوي وربطه بغاياته الحقيقية، المتمثلة أساسا في تقديم الخدمات لفائدة الطفولة والشباب، وتوسيع دائرة المستفيدين منها، تجسد اليوم بكل تواضع نموذجا جمعويا متميزا، ساهم ويساهم في ضمان الحق في الاختيار والاختلاف، ومدافعا عن الفعل الجمعوي والمدني كرهان لتعزيز الممارسة الديمقراطية وبناء المجتمع الديمقراطي، مجتمع التعدد والاختلاف.
       وفي هذا الاطار تؤكد جمعية الشعلة للتربية والثقافة ان هوية تواجد الحركة الجمعوية التي تمثل احد الدعامات الاساسية للمجتمع المدني هي هوية مستقلة بالضرورة، ولا يستقيم جعلها تابعة لأي قطاع دولاتي من حيث الفعل والممارسة، وبالتالي فهي تعبر عن رفضها المطلق للوصاية التي تريد بعض اّلأطراف فرضها على المجتمع المدني، وتعتبر أن الحوار الحقيقي مع مكونات الحركة الجمعوية الديمقراطية ينبغي أن يكون حوارا حقيقيا يضمن استقلالية المجتمع المدني ومساهمته الفاعلة في البناء المجتمعي.

وتتوجه بالمناسبة الى مختلف مكونات الحركة الجمعوية الديمقراطية والدولة والحكومة ومختلف المؤسسات المعنية الحرص على:
.    دعم الممارسة الجمعوية  الديمقراطية وتوفير  شروط تطوير خدماتها وضمان استقلاليتها؛
.    إعطاء الأولوية لقضايا الطفولة والشباب في المشاريع الحكومية؛
.    إعادة الاعتبار لمؤسسة دار الشباب من خلال تطوير بنياتها وملاءمتها مع تحولات مغرب اليوم، بجعلها فضاء قابل لاحتواء الممارسة التربوية والثقافية، وتقديم الخدمات ذات الجودة  لفائدة الطفولة والشباب وتعميمها على مختلف مناطق المغرب وجهاته؛
.    دعوة الحكومة إلى تمكين الحركة الجمعوية الديمقراطية من مختلف الحقوق التي يضمها الدستور والعمل على تفعيلها؛
.    مطالبتها الحكومة بإشراك الحركة الجمعوية الديمقراطية وضمنها الشعلة في إعداد السياسات العمومية ومتابعتها خاصة تلك المرتبطة بالطفولة والشباب والنساء والأسرة؛
.    الولوج إلى أحقية التمويل العمومي مع ما يتطلب ذلك من حكامة تدبير عقلاني للمالية العمومية خدمة للصالح العام.

وفي الأخير تتقدم الجمعية إلى جميع أعضاءها والأجيال المتعاقبة والى المؤسسين على تسييرها، وإلى كل العاطفين الذين واكبوها ودعموا مبادراتها بالتحية والتقدير على ما بذلوه من مجهودات لتبقى الشعلة متوهجة ومستمرة في عطاءها ووجودها .
المكتب الوطني

ليست هناك تعليقات :